بسم الله الرحمن الرحيم
المساحة الجيوديسية أو الجيوديسيا : هي في
الأصل كلمتان باللغة اليونانية : ( جيو ) وهي الأرض و( ديسيا ) ومعناها تقسيم ،
أي العلم الذي يبحث في دراسة شكل الأرض الحقيقي ومساحة أجزائها .
وتعتبر المساحة
الجيوديسية حالياً أحد الفروع من الرياضيات التطبيقية الذي يختص بتحديد شكل وحجم
الأرض ، وحساب إحداثيات النقاط وأطوال واتجاهات الخطوط التي تقع على سطحها ، وحساب
قيم تغير الجاذبية الأرضية ودراسة ظاهرة المد والجزر ودوران الأرض حول نفسها وحول
الشمس ، ويتم ذلك عن طريق إجراء بعض الأرصاد والقياسات .
كما أن المساحة الجيوديسية هي أحد فروع
المساحة التي تتطلب دقة عالية جداً في العمل المساحي لأنها تتعامل مع مساحات كبيرة
جداً من الأرض ، وهذا هو الفرق الحقيقي بينها وبين جميع فروع المساحة الأخرى ، فإن كانت مساحة المنطقة المدروسة صغيرة ( أقل من 50 كيلومتر مربع ) فيكون الافتراض الأساسي للمساحة ما زال منطقياً ومن الممكن أن نعتبر أننا نقيس على سطح مستوي ، أما إن كانت مساحة منطقة الدراسة أكبر من هذه القيمة فنحن هنا ننتقل من علم المساحة ونظرياته ومعادلاته إلى علم الجيوديسيا ونظرياته ومعادلاته ، فإذا
أردنا عمل مساحة لقطر من الأقطار مثلاً أو مناطق متسعة نجد أن طرق المساحة
المستوية لا تصلح ، وذلك لأن المساحة المستوية تعتبر سطح الأرض سطحاً أفقياً
مستوياً ولكنه في الحقيقة جزء من كرة ، فينشأ عن ذلك أخطاء عديدة لذلك يتم اختيار
طرق المساحة الجيوديسية في العمل .
وتعتبر المساحة الجيوديسية الأساس لجميع
الأعمال الأخرى من المساحات ، فالغرض الرئيسي لها هو تثبيت نقاط بإحداثيات ثابتة
على سطح الأرض بدقة عالية جداً تعتبر هذه النقاط أساساً لربط جميع أنواع المساحات
الأخرى سواءً كانت طبوغرافية أو تفصيلية .
وتبحث المساحة الجيوديسية في مواضيع رئيسية
منها :
1. اختيار نقاط المثلثات وتحديدها بدقة على خرائط لتكون
أساساً لعمل باقي أنواع المساحات .
2. الرصد الفلكي لتحديد خطوط الطول وخطوط العرض للنقاط .
3. عمل الميزانيات الدقيقة والجيوديسية لعمل الروبيرات
المساحية .
4. رسم الخرائط بأقل تشوه ممكن .
5. دراسة المد والجزر وقاع البحر لتعيين مستوى المقارنة في
الميزانيات وفي عمل الخرائط الملاحية .
المراجع : كتب المساحة الجيوديسية ( المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في المملكة العربية السعودية ) .
كتاب أسس المساحة الجيوديسية للدكتور جمعة محمد داوود .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق